أعلنت وزارة الشؤون الخارجية في تشاد إغلاق سفارات البلاد في إسرائيل، وكوت ديفوار والغابون ، في خطوة قالت إنها تأتي لأسباب مالية وإدارية تتعلق بإعادة تنظيم التمثيل الخارجي.
وأوضحت الوزارة أنّ إغلاق سفارة تشاد في تل أبيب يرتبط بالدرجة الأولى بضغوط مالية، فيما ستتولى سفارة تشاد في كوتونو (بنين) متابعة شؤون التمثيل الدبلوماسي في كوت ديفوار، و ستُناط بسفارة نجامينا في غينيا الاستوائية مسؤولية متابعة العلاقات مع الغابون.
وفي المقابل، كشفت نجامينا عن افتتاح قنصلية عامة جديدة في كيغالي (رواندا)، تابعة لسفارتها في جمهورية الكونغو، في إشارة إلى توجه لتعزيز الحضور التشادي في منطقة البحيرات الكبرى.
يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه القارة الإفريقية إعادة رسم لخريطة التمثيل الدبلوماسي بين العواصم، إذ أعلنت بوركينا فاسو في يوليو/تموز الماضي عن افتتاح قنصلية ثانية لها في غينيا الاستوائية بمدينة باتا، ضمن توجه لتوسيع حضورها الإقليمي.
ويُذكر أنّ تشاد، التي تتوسط القارة الإفريقية جغرافيًا، تولي أهمية متزايدة لتعزيز علاقاتها الثنائية مع دول الجوار، خصوصًا في مجالات الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي، بينما تواصل مواجهة تحديات داخلية مرتبطة بالاستقرار السياسي والموارد المالية المخصصة للعمل الخارجي.
تأتي خطوة تشاد في إعادة هيكلة تمثيلها الدبلوماسي لتعكس تركيزًا أكبر على تعزيز العلاقات الإفريقية مع دول الجوار، وتخفيض التكاليف التشغيلية لسفاراتها خارج القارة. أما بالنسبة للعلاقات مع إسرائيل، فقد بدأت رسمياً في عام 2019 بعد انقطاع دام منذ 1972، وتركزت التجارة بين البلدين على الزراعة، التكنولوجيا، والمعدات الدفاعية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري السنوي نحو 5-7 ملايين دولار في السنوات الأولى، مع توقع زيادته تدريجيًا إذا استمرت العلاقات الدبلوماسية والتجارية.
هذه الخطوة تعكس توازن تشاد بين الأولويات المالية والاقتصادية والسياسية، مع السعي للحفاظ على الحد الأدنى من القنوات الدبلوماسية مع تل أبيب دون الإضرار بالتركيز على تعزيز العلاقات الإقليمية في إفريقيا.
