ودّع الوسط الفني العراقي، اليوم الثلاثاء، الفنانة الكبيرة سليمة خضير، التي غيّبها الموت عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، وفق ما أعلنت نقابة الفنانين العراقيين.
الراحلة، المولودة في البصرة عام 1946، بدأت مشوارها الفني في أواخر خمسينيات القرن الماضي ضمن فرقة هواة الفن، قبل أن تنتقل إلى بغداد، حيث صنعت اسماً لامعاً في تاريخ المسرح والتلفزيون العراقي، إلى جانب كبار المبدعين في البلاد.
على مدار أكثر من ستة عقود، قدّمت خضير أكثر من 90 عملاً فنياً، تنقّلت فيها بين السينما والمسرح والتلفزيون، وخلّدت أدواراً لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور، من أبرزها في مسلسلات: برج العقرب، البيت الكبير، شناشيل حارتنا، مملكة الشر، وفي أفلام مثل الحارس، التجربة، حمى الأبطال.
وكان آخر ظهور لها على الشاشة عام 2011 في مسلسلي أبو طبر وأيدز، قبل أن تختار الانسحاب بهدوء بعد فاجعة فقدان نجلها وسام، التي تركت أثراً نفسياً عميقاً، لتبتعد بعدها تدريجياً عن الأضواء حتى اعتزلت الفن نهائياً.
تنتمي سليمة خضير إلى عائلة فنية عراقية مرموقة؛ فهي شقيقة المطربة أمل خضير، وكانت متزوجة من لاعب كرة القدم السابق حمزة قاسم.
برحيلها، تخسر الدراما العراقية ركناً من أركانها، وصوتاً نسائياً ترك بصمة فارقة في وجدان أجيال من المتلقين. لم تكن خضير فنانة عابرة، بل رمزاً للإبداع والالتزام المهني، وقدوة للجيل الجديد من الممثلين والممثلات.