في خطوة تعكس تنامي الحضور الثقافي الروسي عالميًا، أعلنت مؤسسة “روسكينو” عن مشاركة 35 دولة في فعاليات الدورة العاشرة من “ليلة السينما”، التي تنطلق في 23 أغسطس الجاري، بدعم من وزارتي الثقافة والخارجية في روسيا، وبإشراف مباشر من مؤسسة “روسكينو” بالتعاون مع “جمعية الثقافة الروسية”.
وتتحوّل هذه الليلة، التي باتت موعدًا سنويًا بارزًا في الأجندة الثقافية الروسية، إلى تظاهرة سينمائية دولية، تجمع بين الفن والتاريخ والتواصل الحضاري، حيث سيُعرض خلالها باقة من أبرز الإنتاجات السينمائية الروسية الحديثة، أمام جمهور محلي وعالمي.
حفل افتتاح في قلب موسكو
يقام حفل الافتتاح الرسمي في سينما “بوكلونكا” بحديقة النصر وسط موسكو، ويشهد عرض الفيلم الحربي “فصيلة الدم”، الذي يأتي متزامنًا مع الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى، في إشارة رمزية تعكس دور السينما في توثيق الذاكرة الوطنية. كما سيُعرض أيضًا فيلم “ساحر مدينة الزمرد: طريق القرميد الأصفر” من إخراج إيغور فلوشين، وفيلم “النبي: قصة ألكسندر بوشكين” للمخرج فيليكس عماروف.
من 14 إلى 35 دولة: توسع غير مسبوق
وكشفت “روسكينو” في بيان صحفي أن عدد الدول المشاركة هذا العام شهد قفزة نوعية مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفع من 14 دولة إلى أكثر من 35 دولة، من بينها المكسيك، الأرجنتين، كولومبيا، جنوب إفريقيا، إندونيسيا، الإمارات، المجر، صربيا، سلوفاكيا، أنغولا، جيبوتي، موريشيوس، وغيرها. كما تسجل كل من الصين، والهند، والبرازيل، ومصر، وإثيوبيا، وجميع دول رابطة الدول المستقلة، مشاركتها للعام الثاني على التوالي.
الثقافة كجسر للتفاهم الدولي
وفي تعليقها على الحدث، اعتبرت وزيرة الثقافة الروسية، أولغا لوبيموفا، أن “ليلة السينما” لم تعد مجرد تظاهرة فنية، بل باتت “مشروعًا عالميًا يعكس طموحات روسيا في مدّ جسور التعاون الثقافي من خلال لغة السينما”. وأضافت:
“نشارك عبر هذه الليلة قصصًا سينمائية صادقة وملهمة، تعبّر عن قيمنا ومبادئنا وتقاليدنا، ونُعرّف الأجيال الجديدة في الخارج بتاريخنا من خلال صورة الشاشة الكبيرة.”
وبهذا الزخم المتنامي، تبدو “ليلة السينما” في طريقها لترسيخ مكانتها كمنصة فاعلة للدبلوماسية الثقافية، حيث تفتح نوافذ جديدة للحوار والتفاهم عبر الفن السابع، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى أدوات ناعمة تقرّب بين الشعوب.