سامي كليب
كلام كثير يصدر عن #إيران هذه الأيام بشأن #لبنان ودعم استقلاله ووحدته وعدم التدخل بشؤونه وتعزيز العلاقات التجارية معه. وهو ما قاله أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني الزائر حاليًّا للعراق حيث وقّع اتفاقات أمنية وتجاريّة والذي يصل إلى بيروت قريبا، وهو قال إن إيران ستدعم كلَّ مبادرة تعزز الوحدة الوطنية.
وسبقه كلامٌ منه ومن وزير الخارجية عباس عراقشي حول دعم حزب الله وإعتبار سحب سلاحه مؤامرة اميركية صهيونية… تحتمل هبّة التصريحات الإيرانية هذه بشأن لُبنان التحليل التالي :
* أن تكون دائرة في فلك الاشتباك الإيراني مع أميركا وأوروبا والتي شهدت موجة من العقوبات جديدة على طهران، وبالتالي فإن لُبنان سيكون ساحة هذه الصراعات وسوف تحاول إيران مواجهة ضغط واشنطن على العهد اللُبناني الجديد.
* أن تكون إيران قلقة فعلا ليس على الحزب وحده وهو ما زال أبرز حلفائها، بل على مستقبل الشيعة في لُبنان والمنطقة وسط الهجمة المرتدة التي تتعرض لها الطائفة من قبل خصوم تقليديين ومستجدين.
* أن تكون الزيارة لتسهيل مهمة اندماج الحزب في مؤسسات الدولة وان تبدأ فعليًّا مسيرة سحب السلاح ولكن بالاتفاق معه وليس ضده… وهنا سيلعب الرئيس نبيه برًّ ي الدور الأبرز إذا حصل على ضمانات فعليّة.
كل هذا وارد، لكنَّ مشكلة إيران مع لُبنان والحزب والبيئة الشيعية نفسها، أنَّ تحرّكها العسكري حين ذُبح حلفاؤها، وحين قَتَل الاحتلال أبرز قادة المحور من عِماد المحور الأول امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وخلفه المفترض السيد هاشم صفي الدين، مرورًا بفرقة الرضوان، ووصولا ً إلى القيادي الأبرز في حماس اسماعيل هنية ( في قلب طهران) بقي تحركها خجولا وأقلَّ بكثير من آمال وتوقّعات حلفائها، وحين انهار النظام ُ السوري الذي كان يمرّ عبرَه كلُّ السلاح للحزب، خرجت من دمشق تاركةُ اسئلة مشككة حول دورها وحول ماحصل،.لذلك فكلامها اليوم سيكون عالقًا بين مطرقة رافضي دورها أصلاً مهمها فعلت ( وهؤلاء يؤيدون أميركا مهما فعلت)، وبين حلفائها المشكّكين أصلاُ بتحرّكها وقدراتها القابلة للاستخدام لو ارتدت اسرائيل بحرب أخرى على حزب الله.
وهنا السؤال الأبرز : هل دعم إيران للحزب سيختلف عن السابق، أي أنذَ إيران مستعدةٌ للدخول مباشرة بالحرب لو ارتدَّت اسرائيل بحربٍ على الحزب ولبنان؟ أم أنَّ رفعَها الصوت إلى هذا المستوى مجرَّدٌ ضغط ٍكلامي وصواريخ لفظية لجذب ترامب مرةً ثانية للتفاوض والقبول بصفقة يكون بنتيجتها تسليمُ الحزب سلاحَه جزءًا من الصفقة ؟
سيتضح الأمر حين نسمع ما يقوله لاريجاني في قلب بيروت، وحبذا لو يسأله أحد الزملاء : هل انتم مستعدون لفتح الحرب هذه المرة لو حاولت اسرائيل ذبح محوركم وبيئتكم مرة ثانية….