استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم ، بمقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية “لوونج كوونج”، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية، أعقبها اجتماع مغلق بين الرئيسين، ثم جلسة مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، من بينها الاقتصاد والاستثمار والتعليم والسياحة.
وشهد الرئيسان توقيع مذكرتي تفاهم في مجالي التنمية المحلية والتنمية الاقتصادية، قبل أن يعقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا لاستعراض نتائج المباحثات، والتي وصفها الرئيس السيسي بأنها أسفرت عن اتفاق لتطوير العلاقات إلى مستوى “شراكة شاملة” تقوم على التعاون الاستراتيجي في مجالات الزراعة، والتجارة، والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة، وغيرها من القطاعات الحيوية.
غزة في قلب المباحثات
وفي كلمته خلال المؤتمر، أولى الرئيس المصري اهتمامًا خاصًا بالوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مؤكدًا أن الحرب الدائرة هناك “تجاوزت كل منطق وتحولت إلى حرب إبادة جماعية وتجويع وتصفية للقضية الفلسطينية”.
وأضاف السيسي:”لم تعد هذه الحرب تتعلق بأسرى أو أهداف سياسية، بل باتت حياة الفلسطينيين تُستخدم كورقة للمساومة وسط صمت دولي مريب، وتخاذل إنساني مخزٍ”.
وأكد الرئيس أن مصر لم تُغلق معبر رفح في أي وقت، رغم تعرضه للتدمير أربع مرات منذ بدء الحرب، مشددًا على أن وجود القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر هو ما يُعيق إدخال المساعدات، وليس الموقف المصري.
وكشف الرئيس عن وجود أكثر من 5000 شاحنة مساعدات إنسانية جاهزة على الجانب المصري من الحدود، محملة بالمواد الغذائية والطبية، في انتظار السماح بدخولها، مشيرًا إلى أن مصر كانت ولا تزال تتحمّل عبء توفير أكثر من 70% من المساعدات التي وصلت إلى القطاع منذ بداية الحرب.
وقال السيسي:”نحن لا نشارك في حصار غزة، ولسنا بوابة لتهجير الفلسطينيين. بل نُصر على إدخال المساعدات، ورفض التهجير القسري، ونتمسك بحل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وفقًا لحدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وجه الرئيس المصري تحذيرًا للمجتمع الدولي من خطورة تجاهل ما يحدث في غزة، مؤكدًا أن “التاريخ سيحاسب الجميع على هذا الصمت”، وأن مصر ستبقى على موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وبدء إعادة الإعمار، وتنفيذ حل شامل ودائم يقوم على أساس الشرعية الدولية.
وفي ختام كلمته، ثمّن الرئيس السيسي الموقف الفيتنامي الداعم للحق الفلسطيني، وموقفه الرافض لأي تهجير، والداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.