عادة لا تهدأ مدينة طنجة أقصى شمال المغرب خلال فصل الصيف، ويكون ليلها أكثر صخبا من نهارها، حيث السياح والزوار من كل حدب وصوب يستمتعون بشواطئها الزرقاء، ورياح منطقة البوغاز التي تُقلل من وهج الشمس الصيفية.

أما ليل طنجة، فيُحول المدينة إلى عروسة فاتنة وهادئة وهي ملقبة في المغرب ب “عروس الشمال”، وكذلك، تتحول شوارعها إلى ساحة للمسيرات والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات التضامنية مع القضية الفلسطينية، وعلى مدار العامين من حرب غزة، لم يتوان أهل طنجة عن الخروج للشارع والتعبير عن رفضهم وشجبهم للمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وعن مطالبتهم للدولة المغربية بوقف كل الاتفاقيات المبرمة مع “إسرائيل” منذ 2020.
يوم أمس الأحد، شهدت طنجة مسيرة شعبية نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، واتجهت نحو ميناء المدينة قبل أن تعترض القوات العمومية طريقها، مما حَوّل المسيرة إلى اعتصام استمر إلى وقت متأخر من ليلة الأحد/ الإثنين قرب الميناء.
تبدو أعين النشطاء المغاربة مفتوحة على الموانئ الدولية وحركتها الملاحية البحرية، ويقظة أمام السفن القادمة من الضفة الأطلسية المقابلة، في الوقت الذي يبدو فيه أن طريق السفن العسكرية الأمريكية نحو البحر المتوسط ووصولا إلى الموانئ الإسرائيلية هو عبر جبل طارق فقط، والرسو إما في الموانئ المغربية أو الإسبانية وحتى الجزائرية.
وفي هذا السياق، تستعد حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها “بي دي اس” (BDS)، لتنظيم وقفة احتجاجية أمام ميناء الدار البيضاء، يوم الإثنين 4 غشت 2025، على الساعة السابعة مساءً، احتجاجًا على رسو سفينة ثانية تستعد للإبحار نحو ميناء طنجة المتوسط، لنقل شحنة السفينة الأولى إلى ميناء حيفا.
وقد لاقت المسيرة الليلية في مدينة طنجة تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول صور ومقاطع فيديو توثق لحظة انطلاق المسيرة وتوجهها صوب الميناء، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها “غزة تحت النار… التطبيع عار”، و”لا ميناء للعدوان”، بالإضافة إلى هتافات ترفض “التواطؤ مع الاحتلال” وتدعو إلى دعم صمود الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة.
وسبق للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وحركات مغربية أخرى، أن نظمت عدة مسيرات في مدن مغربية عدة رفضا لرسو سفن تحول “معدات عسكرية” متجهة إلى إسرائيل.
