تحت الأمطار الغزيرة، افتتحت النسخة السابعة والثلاثون من كأس إفريقيا للأمم 2025 مساء اليوم الأحد بملعب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة المغربية الرباط، وسط حضور جماهيري غفير وحضور رسمي وازن.
وانطلق حفل افتتاح البطولة قبل ساعة ونصف من انطلاق المباراة الأولى، وشهد عروضا فنية متنوعة، دمجت بين الثقافة والتاريخ المغربي والإفريقي، وعكست التنوع التراثي والحداثي القاري، وتم أداء الأغنية الرسمية لكأس إفريقيا “Africallez” أي “هيّا إفريقيا”، وسط رقصات إفريقية خالصة.
وحضر حفل الافتتاح والمباراة الأولى ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن، إلى جانب رئيس دولة جزر القُمر، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جيانو إنفانتينو ورئيس الاتحاد الإفريقي باتريس موتسيبي وشخصيات وطنية مغربية ودولية أخرى.
حفل استحضار الثقافة والتاريخ والمستقبل الإفريقي
الاحتفاء بالوحدة الإفريقية واستحضار الهوية الثقافية للقارة كان عنوانا رئيسيا لعرض الافتتاح المُبهر، الذي انطلق بتقديم شخصية “سراج الضياء”، رمز الحكمة والذاكرة وهو يجوب خريطة المغرب في رحلة بين المدن الست المستضيفة للبطولة.
وشكّلت أشعّة الفانوس مضلعات سداسية ربطت بين الصحراء والجبل والساحل والسهل، لتتحول إلى كرة مضيئة تعلن انطلاق الحفل، في مشهد يدل على العبور من الذاكرة والإرث إلى المستقبل.
بين شخصية “سراج الضياء” وشخصية أخرى هي “نجم” رمز الشباب والمستقبل والطاقة، تمحور العرض الفني، وسلّم “سراج” فانوس البطولة إلى “نجم” في إشارة إلى انتقال المشعل بين الأجيال، وحمل الشباب لأحلام القارّة الناهضة.
وعبر رحلة بصرية بين العوالم المغربية الصحراوية والجبلية والمدن العتيقة والسواحل، تغيّرت الألوان حسب كل عالم، وصدحت أصوات موال “تيماوين” الأمازيغي الحر، وتحوّلت الأرضية إلى خريطة حية متحركة، تعكس تعدد الروافد الثقافية المغربية وعمقها الأمازيغي والإفريقي والعربي.
في مشهد يعكس التفرّد المغربي، تحول الملعب إلى مسرح مزج بين الزليج المغربي وشعار البطولة، مع توظيف أزيد من 170 لوحة LED، ومؤثرات ضوئية متعددة وألعاب نارية، فيما الأزياء التي ارتداها المشاركون في الحفل، استحضرت تنوع وتفرّد الزي الإفريقي دون التركيز على بلد بعينه، في تأكيد على الوحدة الإفريقية.
المباراة الافتتاحية.. فوز مغربي رغم استماتة دفاع جزر القمر
المقابلة الأولى التي جمعت بين المغرب وجزر القمر، انطلقت بعد حوالي ساعة من نهاية حفل الافتتاح، وشهدت دخول الشخصيات لتقديم التحية للاعبين وطاقم التحكيم، وإعطاء انطلاقة رمزية من ولي العهد المغربي.
ومع انطلاقة المباراة، عرفت الدقائق الأولى ضغطا مغربيا كان متوقعا، أثمر عن ركلة جزاء في الدقيقة الحادية عشر، أضاعها المهاجم سفيان رحيمي بعدما تألق الحارس القُمري يانيك باندور في التصدي.
وتتابعت الهجمات المغربية تحت تشجيعات الجماهير المُتعطشة للهدف الأول، لكن الاستماتة الدفاعية لجزر القمر حالت دون تسجيله طيلة أطوار الشوط الأول من المقابلة، حيث شكّل اللاعبون حائطا دفاعيا أغلق المنافذ في الوسط وعلى الأطراف، لينتهي الشوط الأول بالبياض.
في الشوط الثاني، لم يتغيّر السيناريو كثيرا، ضغط مغربي مقابل استمرار جزر القمر في الدفاع عن المرمى، إلى غاية الدقيقة 11، فكّ النجم المدريدي إبراهيم دياز العقدة بتسجيله الهدف الأول بعد تمريرة على المقاس من زميله نصير مزراوي، تمكّن خلالها من الهروب من المراقبة الدفاعية. 
تحرّر أسود الأطلس نسبيا بعد الهدف الأول، وبدأ منتخب جزر القمر يبحث عن التعادل، ويلعب كرات مفتوحة سمحت بظهور بعض الثغرات في الدفاع، بيد أن المغاربة فشلوا في استغلالها وضاع عدد مهم من فرص التسجيل.
أمام الأنظار المسلطة على المباراة وحجمها، سجّل النجم المغربي أيوب الكعبي هدفا عالميا يليق بحجم مباراة افتتاحية، عبر مقصيّة أسكنت الكرة في الشباك القمرية في الدقيقة 74، وذلك إثر تمريرة متقنة من اللاعب أنس صلاح الدين، عرف الكعبي بخبرته وحسّه التهديفي العالي استغلالها وصناعة هدف سيكون حتما ضمن أجمل أهداف البطولة.
استمرّ الوضع على حاله طيلة الربع ساعة المتبقية من المباراة، بين استحواذ مغربي على الكرة، ومحاولات خاطفة من جزر القمر لتسجيل هدف شرفي، بيد أن الدفاع المغربي والحارس ياسين بونو كانوا حاضرين بقوة رغم سرعة اللعب لدى جزر القمر.
وانتهى اللقاء بفوز مستحق للمغرب كسب منه ثلاث نقاط، في انتظار المقابلتين القادمتين أمام مالي وزامبيا، فيما جزر القمر ستكون أمام مهمة صعبة حين تلعب ضد مُنتخبين متمرسين في كأس إفريقيا وأجوائها، ويرجح عدد من المحللين أن تحدث مفاجآت في المجموعة الأولى.
