ساعات قليلة تفصل القارة السمراء عن افتتاح النسخة الخامسة والثلاثين من كأس إفريقيا للأمم 2025، على أرضية ملعب مولاي عبد الله بالعاصمة المغربية الرباط.
بعد 37 عاما، يعود المغرب لاستضافة كأس أمم إفريقيا من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026، في نسخة يتوقع الجميع أن تكون تاريخية وغير مسبوقة في تاريخ القارة الإفريقية، بمواصفات عالمية وتجهيزات حديثة على كافة المستويات.
في الرباط، على امتداد الشوارع الكبرى والمدارات الرئيسية، رُفعت أعلام الدول الإفريقية المشاركة في الكان، وتزيّنت الأماكن العامة بغلاف شعار الدورة الحالية، فيما خُصّصت الساحات الشهيرة مثل ساحة “السويسي” وساحة “باب لمريسة” بمدينة سلا كمنطقة خاصة للمشجعين تم تركيب شاشة عملاقة تنقل فيها جلّ المباريات.
وسينطلق حفل الافتتاح مساء اليوم بدءا من السادسة ونصف بتوقيت الرباط، وسط حضور جماهيري غفير، وحضور شخصيات كبرى مغربية وإفريقية ودولية، تليه المباراة الافتتاحية التي تجمع بين المغرب وجزر القمر.
ويشارك في الدورة الحالية 26 مُنتخبا، وهو رقم اعتمد للمرة الأولى في تاريخ الكان سنة 2019 في النسخة التي استضافتها مصر، وتمت إضافة دور 16 في الأدوار الإقصائية للبطولة.
وسيكون جدول المباريات الخاصة بدور المجموعات بمعدل أربع مباريات في اليوم الواحد، بدءا من الواحدة والنصف زوالا إلى غاية التاسعة مساء حيث ستُعلب آخر مباراة، فيما مباريات الجولة الثالثة ستكون متزامنة التوقيت.
وتُقام نهائيات كأس إفريقيا هذه المرة في تسعة ملاعب ذات مواصفات عالمية، ممتدة على ستة مدن مغربية، من العاصمة الرباط التي تتوفر على أربعة ملاعب ضمنها الملعب الرئيسي الأمير مولاي عبد الله، والدار البيضاء بمركب محمد الخامس، وطنجة وفاس وأكادير ومراكش، فيما يُتوقّع أن يكون الحضور الجماهيري قيّاسي وغير مسبوق في تاريخ البطولة ككلّ.
وتدخل المنتخبات الإفريقية المُنافسَة وعينها على الذهاب بعيدا في النهائيات وتحقيق الكأس، خاصة تلك المرشحة بقوة أبرزها البلد المنظم المغرب والسينغال، ومصر والكاميرون ونيجيريا وساحل العاج، فيما يغيب منتخب غانا عن هذه الدورة بسبب فشله في التأهل، أما المفاجآت فلن يخلو منها الكان مع وجود منتخبات مغمورة قد تُشكّل أحصنة سوداء أمام المنتخبات الأخرى مثل الكونغو الديمقراطية والغابون وأنجولا وزامبيا وغينيا الاستوائية.
ويُعدّ المنتخب المصري الأكثر فوزا بالكأس القارية بسبعة كؤوس كانت ثلاثة منها على التوالي خلال فترة المدرب حسن شحاتة، يليه المنتخب الكاميروني بخمسة ألقاب ثم المنتخب الغاني بأربعة ألقاب وساحل العاج ونيجيريا بثلاثة ألقاب، أما آخر لقب فحملته ساحل العاج على أرضها سنة 2023.

المغرب، وكونه البلد المُنظّم، وصاحب إنجازات عالمية كبرى منذ سنة 2022 حين وصل لنصف نهائي مونديال قطر، وفاز بكأس العالم للشبّان أقل من 20 بتشيلي، يواجه اليوم ضغطا جماهيريا كبيرا، وأحلام المغاربة كلّها تنصب اليوم نحو تحقيق اللقب القاري الثاني بعد خمسين عاما عن أول لقب سنة 1976 في إثيوبيا، فيما كان أكبر إنجاز بعدها سنة 2004 حين بلغ أسود الأطلس النهائي، واصطدموا بمنتخب تونس الذي فاز بالكأس على أرضه وبين جماهيره، ومنذ ذلك الحين لم يصل المغرب إلى نصف النهائي من البطولة حتى.
ويأمل المتابعون وكل الجماهير الكروية أن تكون النسخة الحالية عالية المستوى في اللعب والأداء والروح الرياضية أيضا، وأن لا تكون فيها بعض الممارسات الضارّة بصورة إفريقيا في العالم، خاصة وأن كل الظروف المتوفرة تسنح بذلك.
