حذّر الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون من أن استمرار شلل مجلس الأمن وغياب الإصلاحات الجوهرية قد يدفع المنظمة الدولية إلى فقدان تأثيرها ومكانتها، داعيًا إلى إصلاح جذري في بنية المجلس وآلية اختيار الأمين العام، بما يواكب التحديات العالمية المتفاقمة.
جاءت تصريحات بان كي مون خلال نقاش مفتوح عقده مجلس الأمن حول “القيادة من أجل السلام”، حيث أكد أن الأوضاع الدولية شهدت تدهورًا ملحوظًا منذ مغادرته منصبه نهاية عام 2016، في ظل تصاعد المواجهات بين القوى الكبرى، وتآكل التعددية، واستمرار النزاعات المسلحة التي يدفع المدنيون ثمنها الأكبر.
وأشار الأمين العام السابق إلى أن إخفاق مجلس الأمن في أداء مهامه، نتيجة الاستخدام المتكرر لحق النقض من قبل الأعضاء الدائمين لحماية مصالحهم وحلفائهم، يمثل الخطر الأكبر على مصداقية المنظمة. وقال إن استمرار هذا النهج يترك المدنيين بلا حماية، ويكرّس الإفلات من العقاب، محذرًا من أن الأمم المتحدة قد تنزلق نحو “الانهيار أو التهميش” ما لم تُنفذ إصلاحات حقيقية.
وفي ما يخص اختيار الأمين العام المقبل، دعا بان كي مون إلى اعتماد ولاية واحدة غير قابلة للتجديد مدتها سبع سنوات، لتعزيز استقلالية المنصب وتقليص الضغوط السياسية المرتبطة بإعادة التعيين، مؤكدًا أن للجمعية العامة السلطة الكاملة لتحديد شروط التعيين.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت بدأت فيه رسميًا عملية اختيار الأمين العام الجديد، مع اقتراب انتهاء الولاية الثانية للأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريش، وسط تحديات غير مسبوقة تواجه المنظمة، من أزمات تمويل متفاقمة إلى تصاعد النزاعات العالمية، ما يضع مستقبل الأمم المتحدة ودورها الدولي أمام اختبار حاسم.
