حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تراجع أولوية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، نتيجة إعطاء الأفضلية للشحنات التجارية على حساب الإمدادات الإغاثية، في وقت تسهم فيه العواصف الشتوية المتكررة في تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلًا، لا سيما بين العائلات النازحة.
وقالت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم أوتشا في غزة، إن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بوتيرة تفوق قدرة المنظمات على الاستجابة، رغم الجهود المستمرة التي تبذلها الأمم المتحدة وشركاؤها. وأكدت أن حجم الإمدادات التي تدخل القطاع لا يزال محدودًا، في ظل استمرار منع دخول عدد من المواد الأساسية، من بينها الآليات الثقيلة والمعدات وقطع الغيار اللازمة لإصلاح البنية التحتية المتضررة.
وأضافت تشيريفكو أن العواصف الأخيرة التي تسببت في غمر مساحات واسعة بالمياه دفعت الوكالات الإنسانية إلى إعطاء أولوية عاجلة لتوفير مستلزمات الشتاء، مشيرة إلى أن نحو 1.3 مليون شخص بحاجة حاليًا إلى مساعدات متعلقة بالمأوى. وخلال الأيام الماضية، وزعت فرق الإغاثة آلاف الخيام والأغطية البلاستيكية وقطع الفرش، لدعم آلاف العائلات المتضررة من الفيضانات.
وحذرت الأمم المتحدة من المخاطر الصحية المصاحبة لفصل الشتاء، وعلى رأسها خطر انخفاض حرارة الجسم، خاصة بين الرضع والأطفال. وفي موازاة ذلك، تتواصل عمليات تقديم المساعدات الغذائية والخدمات الصحية، إلى جانب إعادة فتح مراكز تعليمية مؤقتة لتأمين فرص التعليم للأطفال.
وأكد مكتب أوتشا أن القيود المفروضة على المعابر وعدم انتظام فتحها، إلى جانب تأخير الشحنات الإنسانية، لا تزال تشكل عائقًا رئيسيًا أمام إيصال المساعدات في الوقت المناسب، مشددًا على ضرورة رفع هذه العوائق بشكل عاجل لضمان تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان القطاع.
