سامي كليب :من حروب البر والسماء، انتقلت معارك المحاور الآن الى حروب ناقلات النفط بحرًا، فلو دققنا قليلا بأسباب وكيفية احتجاز أميركا لناقلة النفط الفنزويلة التي على متنها نحو مليوني برميل من النفط الخام، سنجد أهدافُا تمتد إلى إيران والصين وروسيا.فالبيت الأبيض لم يتردد في القول تماما كما وزيرة العدل الاميركية إن سبب الاحتجاز هو أن هذه الناقلة تندرج في إطار اسطول الظل الخاضع للعقوبات وإنها كانت تنقل نفطا للحرس الثوري الإيراني ومنظمات ارهابية وبينها حزب الله . ولعل هذا بالضبط ما جعل طهران تُعلن اليوم احتجاز ناقلة نفط اجنبية في خليج عمان ، واعتقلت 18 فردًأ من طاقمهما، وبررت إيران ذلك بأن الناقلة تحمل على متنها ستة ملايين ليتر من الوقود المُهرّب وان الناقلة تجاهلت أوامر التوقف، وحاولت الفرار، وليس لديها وثائق للملاحة والشحن .
إدارة ترامب تُريد من خلال احتجاز ناقلة النفط، تشديد الحصار على فنزويلا وثمة حديث عن سبعة وثلاثين ناقلة أخرى خاضعة للحصار والمراقبة، وتريد أيضا رفع مستوى الضغط الاقتصادي على فنزويلا حيث ان خسارة مليوني برميل من النفط دفعة واحدة ستكون لها آثار سلبية على اقتصاد مُتعب اصلا. وايران من جانبها التي رفعت اسعار البنزين المدعوم من الدولة اليوم، تريد ليس الرد على الضغوط الاميركية فحسب، ولكن ايضامكافحة تهريب النفط الى الدول المجاورا برا وبحرا
وكما في البحر كذلك في البر يسعى الرئيس الاميركي لتطويق فنزويلا وتوجيه رسائل الى حلفائها، حيث هدد بشن ضربات لاعتراض شحنات المخدرات التي قال إنها تشق طريقها من فنزويلا إلى أمريكا عبر الطرق البرية. الحكومة الفنزولية ردت باتهام واشنطن بارتكاب سرقة سافرة، وقالت إنها ستدافع عن سيادتها ومواردها الطبيعية وكرامتها الوطنية بتصميم مطلق.
لو وسعنا إطار التحليل بشأن حرب الناقلات هذه ماذا نجد :
اولا: ترامب يريد فعلا اسقاط النظام الفنزويلي او تطويعه.
ثانيا: نجد أيضا ان فنزويلا كانت قد رفعت بالمقابل في السنوات الماضية مستوي تحالفاتها مع إيران وروسيا والصين على نحو كبير. فمثلا في العام 2022 وقعت إيران وفنزويلا اتفاقية شراكة تمتد لعشرين عاما، وتشمل مجالات عديدة بينها النفط والبتروكيماويات والدفاع والتكنولوجيا والزراعة والثقافة والسياحة. وقد استثمرت طهران من خلال الحرس الثوري في صيانة القدرات العسكرية الفنزويلية وتطويرها عن طريق التدريب ونقل التكنولوجيا، لا سيما في مجال الطائرات من دون طيار (drones)، والتعاون في مجالات إصلاح وتحديث أنظمة دفاعية من خلال توريد قطع، ومساعدات هندسية، وعمليات تدريب تقني قادها فنيون إيرانيون أو عبر شركات وسيطة، وفق دراسة نشرها مركز الدراسات العربيةالاوراسية.
ثالثا: الصين وروسيا اللتان تعارضان اي تدخل خارجي في شؤون فنزويلا، عززتا التبادل معها في السنوات الماضية، وثمة من يعتبر ان تطويق ترامب لفنزويلا هو صد للنفوذ الصيني في أميركا اللاتينية. تقول الارقام إن التبادل التجاري بين الصين ودول اميركا اللاتينية والكاريبي تخطى ال 500 مليار دولار في العام الماضي، وفي كلمته خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى الصين ومجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي الذي عُقد في بكين مؤخرا كشف الرئيس الصيني أن بلاده ستوفر خط ائتمان بقيمة 66 مليار يوان اي نحو عشرة مليارات دولار لدعم التنمية في المنطقة وتمديد نظام الإعفاء من التأشيرات ، وذلك فيما الرئيس ترامب كان يرفع نسبة الرسوم على بضائع اميركا اللاتينية ويطوقها. ومع فنزويلا وحدها ارتفعت نسبة التبادل الصيني بنحو 136 بالمائة. وكذلك الأمر مع روسياالتي وقعت مع فنزويلا 42 اتفاقية استراتيجية خلال الاجتماع التاسع عشر للجنة الحكومية الروسية الفنزويلية رفيعة المستوى
نحن إذا لسنا امام معركة ناقلات عابرة، بل امام حرب استراتيجية كبرى بين محور اميركاوحلفائها من جهة والصين وإيران وروسيا وحلفائها من جهة ثانية….. لكن هل ستقف الصين وروسيا وإيران الى جانب فنزويلا لو انتقل الأمر الى أخطر مما هو عليه …..
- الرئيسية
- آخر خبر
- افتتاحية
- استراتيجيا
- مقال اليوم
- صحافة
- رقم اليوم
- الشاشة الذهبية
- ثقافة
- إقتصاد
- تكنولوجيا
- رياضة
- طرفة
من نحن
نؤمن بأن الكلمة الصادقة والفكر الحر هما أساس نهضة المجتمعات، لذا نسعى لتقديم محتوى يعكس الوعي، ويحفّز على التفكير، ويعزّز الحوار البنّاء
المقالات ذات الصلة
كلمات البحث
اسبانيا
اسرائيل
افريقيا
اقتصاد
الجزائر
الرباط
السعودية
السودان
الشرع
الصومال
الصين
المغرب
النادي الكتالوني
النجم الارجنتيني
اميركا
انتر ميامي
برشلونة
ترامب
تركيا
تونس
ثقافة
حماس
دولار
ذهب
روسيا
رونالدو
رياضة
سوريا
سورية
صحة
علم
غزة
فرنسا
فلسطين
فن
قطر
كرة القدم
لبنان
لعبة_الأمم
لعبة الأمم
مصر
ميسي
نتنياهو
نفط
نيجيريا
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الوكالة العربية الإفريقية للانباء © 2025
