حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من قفزة هائلة متوقعة في الطلب العالمي على أجهزة التكييف قد تتجاوز ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، ما لم تُعتمد حلول تبريد مستدامة تحدّ من الأثر البيئي، في ظل اشتداد موجات الحر المرتبطة بتغير المناخ.
وجاء التحذير في تقرير “مراقبة التبريد العالمي” الصادر على هامش مؤتمر المناخ “كوب30” المنعقد في مدينة بيليم البرازيلية حتى 21 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أشار إلى أن النمو السكاني وارتفاع الدخول وتكرار موجات الحر، إضافة إلى زيادة قدرة الأسر منخفضة الدخل على شراء أجهزة التكييف، تشكل عوامل رئيسية وراء هذا الطلب المتسارع.
وتوقّع التقرير أن يؤدي هذا التوسع إلى تضاعف انبعاثات الغازات الدفيئة لتبلغ نحو 7.2 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول منتصف القرن، مقارنة بمستويات عام 2022، مشددًا على أن قطاع التبريد بات يمثل تحديًا متصاعدًا أمام الجهود العالمية لكبح الاحترار.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن تزايد موجات الحر “يفرض التعامل مع خدمات التبريد كبنية تحتية أساسية مثل المياه والطاقة”، محذرة في الوقت نفسه من أن التوسع غير المنضبط في استخدام المكيفات “سيزيد الانبعاثات ويضاعف التكاليف”.
ودعا التقرير إلى تبنّي حلول التبريد السلبي المعتمدة على الطبيعة، مثل التظليل الطبيعي، وتحسين التهوية، وتوسيع المساحات الخضراء، إضافة إلى تعزيز العزل الحراري للمباني، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجيات يمكن أن تخفض درجات الحرارة داخل المباني بين 0.5 و8 درجات مئوية.
وأكدت أندرسن أن هذه الحلول، إلى جانب أنظمة التبريد منخفضة الاستهلاك أو الهجينة، تمثل مسارًا فعالًا لتلبية احتياجات التبريد المتنامية دون تقويض أهداف المناخ العالمية.
ويخلص التقرير إلى أن اعتماد مسار تبريد مستدام قد يخفض الانبعاثات بنسبة 64%—أي ما يعادل 2.6 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050—ويمكن أن يؤدي، مع تسريع إزالة الكربون من قطاع الطاقة، إلى تقليص انبعاثات التبريد بنحو 97% مقارنة بمسار العمل المعتاد.
كما يمكن لهذه الإجراءات، وفق التقرير، توفير التبريد لثلاثة مليارات شخص إضافي بحلول 2050، كثير منهم من الفئات الأكثر هشاشة، وتحقيق وفورات قد تصل إلى 17 تريليون دولار في تكاليف الطاقة خلال 25 عامًا.
وتشير تقديرات “كلايمت ووركس” إلى أن العالم قد يشهد بيع 3 مليارات مكيف جديد بين عامي 2025 و2050، فيما تُظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية أن تكييف الهواء مسؤول حاليًا عن نحو مليار طن من الانبعاثات سنويًا من أصل 37 مليارًا عالميًا.
ويستخدم معظم المكيفات مركبات الهيدروفلوروكربون (HFCs)، وهي غازات صناعية قصيرة العمر لكنها شديدة التأثير على الاحتباس الحراري، إذ يتجاوز تأثيرها قوة ثاني أكسيد الكربون بمئات إلى آلاف المرات لكل وحدة كتلة، وفق ما تؤكده التقارير العلمية.
