حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،اليوم الأربعاء، من أن نظام التجارة العالمي القائم على القواعد يواجه خطر الانهيار في ظل تصاعد النزعات الحمائية وارتفاع الرسوم الجمركية بين الدول، مؤكداً أن الاقتصادات النامية هي الأكثر تضرراً من هذا الاتجاه.
وقال غوتيريش في كلمته أمام وفود مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في جنيف إن «سلاسل التوريد في حالة اضطراب، والحواجز التجارية تتزايد، فيما تواجه بعض الدول الأقل نمواً رسوماً جمركية تصل إلى 40%، رغم أنها لا تمثل سوى 1% من حركة التجارة العالمية».
وأضاف أن قرارات فرض الرسوم الجمركية، خصوصاً تلك التي اتخذتها الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، أدت إلى زيادة حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي وأثّرت سلباً في الأسواق المالية.
وفي كلمته خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، دعا غوتيريش الدول إلى تسريع إنشاء أنظمة التحذير المبكر من الكوارث المناخية، مؤكداً أنه «لا يوجد بلد في مأمن من آثار الاحتباس الحراري».
وقال: «كانت السنوات العشر الأخيرة الأشد حرارة في التاريخ، وبلغت حرارة المحيطات مستويات قياسية، بينما تتعرض النظم البيئية للدمار نتيجة الفيضانات والحرائق والعواصف».
وشدد الأمين العام على أن أنظمة الإنذار المبكر يمكن أن تقلل الأضرار بنسبة تصل إلى 30% إذا حصلت المجتمعات على إشعار قبل 24 ساعة من وقوع الكارثة، موضحاً أن أكثر من 60% من دول العالم باتت تمتلك أنظمة إنذار من المخاطر المتعددة منذ إطلاق مبادرته في عام 2022، التي تهدف لتعميمها عالمياً بحلول 2027.
وأشار إلى أن الدول النامية تواجه صعوبات في تمويل هذه الأنظمة بسبب أعباء الديون وتباطؤ النمو الاقتصادي، داعياً إلى التوصل خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP) المقبل في البرازيل إلى اتفاق لتمويل مشروعات مواجهة التغير المناخي بقيمة 1.3 تريليون دولار سنوياً لصالح الدول النامية بحلول عام 2035.
وأكد غوتيريش في ختام كلمته ضرورة وضع خطط وطنية جريئة لخفض الانبعاثات خلال العقد المقبل، بهدف إبقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية، قائلاً إن «نافذة الأمل تضيق بسرعة».