جوبا – دخل المشهد السياسي في جنوب السودان مرحلة أكثر تعقيدًا بعد إعلان الجنرال توماس سريلو، زعيم جبهة الخلاص الوطني، تشكيل تحالف جديد مع النائب الأول السابق للرئيس رياك مشار، الذي أُقيل مؤخرًا واعتُقل بتهم وصفتها المعارضة بأنها سياسية.
وأكد سريلو في تصريحات إعلامية أن التحالف جاء ردًا على الهجمات الحكومية ضد قوات المعارضة، مشيرًا إلى أن الهدف هو “إنقاذ البلاد من النظام الحالي وتحقيق سلام عادل”. وأوضح أن العمليات المشتركة بين الجانبين بدأت بالفعل، وشملت هجمات على مواقع للجيش الحكومي في غرب الاستوائية ومحيط العاصمة جوبا.
التطور الجديد أثار مخاوف بشأن مصير اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والمعارضة، إذ يرى محللون أن التنسيق العسكري بين الحركتين قد يؤدي إلى تصعيد ميداني يضع العملية السلمية على المحك، خصوصًا في ظل تشكيل المعارضة هياكل إدارية موازية في بعض الولايات.
في المقابل، تتهم الحكومة قيادات المعارضة بالسعي إلى تقويض الاستقرار عبر تحركات أحادية الجانب، في وقت تسعى فيه لدعم قيادات منشقّة عن مشار لإعادة التوازن داخل الساحة السياسية.
ويجمع مراقبون على أن مستقبل العملية السلمية في جنوب السودان بات أكثر غموضًا، مع استمرار الخلافات حول تنفيذ بنود الاتفاقية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد جديد قد يدفع البلاد إلى مرحلة خطيرة من الاضطراب.