سجلت ليبيا خلال أغسطس 2025 إنتاجاً يومياً قدره 1,356,420 برميل من النفط الخام، إلى جانب 52,110 برميل من المكثفات و207,890 برميل مكافئ من الغاز الطبيعي، ليبلغ إجمالي الإنتاج نحو 1,616,420 برميل مكافئ يومياً، وفق بيانات المؤسسة الوطنية للنفط.
في المقابل، بلغ متوسط الصادرات النفطية حوالي 1.15 مليون برميل يومياً، استحوذت الأسواق الأوروبية على النصيب الأكبر منها، خاصة إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، بينما اتجهت شحنات إضافية إلى الصين والهند ضمن سياسة تنويع الوجهات.
ورغم الأداء الإيجابي على صعيد الإنتاج والتصدير، لا تزال ليبيا تعتمد على استيراد ما يقارب 25% من احتياجاتها من الوقود، في مقدمتها البنزين ووقود الديزل، بتكلفة دعم تتجاوز 500 مليون دولار شهرياً، ما يفرض ضغوطاً مالية متزايدة على الموازنة العامة.
وفي إطار مواجهة هذه التحديات، ناقش مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مع إدارة شركة الزاوية لتكرير النفط نتائج دراسة الجدوى الاقتصادية التي أعدتها شركة “Honeywell UOP” الأمريكية، والتي أكدت إمكانية تحديث المصفاة بما يتيح تغطية جزء كبير من الطلب المحلي على البنزين، وتقليص الاعتماد على الواردات الباهظة الكلفة.
وشدد الاجتماع على ضرورة المضي في برامج التطوير والصيانة الدورية للمصافي، باعتبارها ركيزة أساسية لاستمرارية التشغيل وتجنب التوقفات المفاجئة، وهو ما يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن الطاقوي.
ورغم التحديات المتمثلة في تقادم البنية التحتية وتذبذب الاستثمارات، يظل قطاع النفط الليبي حجر الزاوية في الاقتصاد الوطني، إذ يوفر أكثر من 90% من الإيرادات العامة ويُعد المصدر الرئيسي للعملة الصعبة، فيما يُنظر إلى خطط تطوير المصافي وعلى رأسها مصفاة الزاوية كمسار حيوي لتحقيق استقرار اقتصادي طويل المدى.