من طهران إلى سيراكوزا الإيطالية ثم إلى غزة على متن سفينة حنظلة التي مخرت عباب البحر الأبيض المتوسط، هكذا كانت رحلة الصحفي المغربي محمد البقالي في الأيام العشر الأخيرة.
انضم محمد البقالي إلى سفينة حنظلة التابعة لأسطول الحرية العالمي مع أزيد من عشرين ناشطا حقوقيا من مختلف الجنسيات، اجتمعوا على هدف إنساني وأخلاقي هو كسر الحصار عن قطاع غزة، في مهمة يدرك الجميع أنها مستحيلة بسبب حصار الكيان الإسرائيلي للبحر

قبل يومين، وعند اقتراب السفينة الإنسانية من غزة مع وجودها في المياه الدولية، سيختطف برابرة العصر السفينة وطاقمها وتم اقتيادهم إلى ميناء أسدود وقطع كل أشكال التواصل والاتصال عن كل أفراد الطاقم.
صباح اليوم، الجو في مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء مختلف، فهناك رذاذ من بحر الحرية والإنسانية انتشر في المكان مع قدوم محمد البقالي إلى بلاده، بعد الإفراج عنه من سلطات الاحتلال وترحيله من فلسطين المحتلة نحو المغرب.
في تصريحه لوسائل الإعلام المغربية التي استقبلته إلى جانب نشطاء مغاربة عبّر عن اعتزازه وامتنانه للدعم والتضامن المغربي والعربي معه ومع كل طاقم سفينة حنظلة، وروى بعض تفاصيل اختطاف السفينة في عرض البحر واقتيادها إلى ميناء أسدود.
وحول الاهتمام المغربي العميق بالقضية الفلسطينية وعدالتها قال البقالي “الآن عرفت لماذا المغاربة لديهم حارة في القدس اسمها حارة المغاربة”، في إشارة إلى أن المغاربة لم يذخروا جهدا لنصرة القضية ولا يزال في جعبتهم الكثير.
وأفاد الصحفي المغربي المقيم بباريس أن قائد سفينة حنظلة هي امرأة وأن النساء كن أشد صلابة وعزما في مواجهة عناصر الاحتلال الذين اقتحموا السفينة، فيما أحد النشطاء أمريكي الجنسية صرخ بوجه جنود الاحتلال ” أنا أدفع رواتبكم عبر الضرائب التي أؤديها”.
لا شك اليوم، أن المغاربة يفتخرون بابنهم محمد البقالي المنحدر من مدينة وزان شمال البلاد، وهو الذي وضع اسمه اليوم إلى جانب مغاربة كثر من صحفيين وأطباء وحقوقيين وغيرهم ممن سبقوه في محطات إنسانية تبقى محفورة في ذاكرة النضال ونصرة القضية الفلسطينية العادلة.
وتبقى سفينة حنظلة بكامل طاقمها المختلف الجنسيات، رمزا إنسانيا كبيراً ومبادرة جريئة في وقت انكفئ فيه العالم بكامل منظوماته ودوله عن الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة وكل فلسطين، وتأكيد على أن القضايا العادلة أينما كانت هي ما يجمع شرفاء وأحرار هذا العالم